اضغط على ESC للإغلاق

لندن وأحداث أخرى

– عدت قبل يومين من لندن بعد قضاء أسبوع اجازة هناك، هذه اجازتي الأولى منذ ثلاث سنوات، زرت هذه المدينة الحسناء في ٢٠١٦، ووجدتها كما تركتها.
زرتها وأنا شابة أتسكع بين شوارع كوفنت قاردن وبيكاديلي بدون خطط أو وجهة محددة، أركض في كل صباح لأكتشف المدينة وأجرب المواصلات العامة، عدت لها وأنا أم بعد ٥ سنوات من التجارب والركض في أنحاء العالم بحثًا عن معنى، عدت لها مختلفة، لا رغبة لي الركض بل أتطلع للتأمل والاسترخاء والاستمتاع.
التقيت بالشيف خلود عولقي في مقهى صغير في أحد شوارع لندن، شربنا القهوة وتحدثنا لثلاث ساعات متواصلة، خلود الأنيقة اللطيفة الرقيقة كانت علامة الرحلة الفارقة <3

اعتدت أن أكتب تدوينة عن كل مدينة أزورها، لكن لا شئ أضيفه عن زيارتي هذه، زرت نفس الأماكن السابقة تقريبًا، ونشرت الصور في انستقرام تحت هاشتاق #أسبوع_في_لندن 

– قبل ثلاثة أشهر تقريبًا تركت العمل في نباتاتي وانضممت لفريق عمل جديد، كان العمل في نباتاتي حلمًا حلوًا، لكني بشكل حقيقي افتقدت أن أكون جزء من فريق كبير، قد يعتبرني البعض مجنونة، لكني توصلت لحقائق عديدة عن نفسي في الثلاث سنوات الماضية ومنها أن بعض مايعجبني يخرج عن الاطار العام، في الوقت الذي يحلم فيه الناس بوظيفة بدون وقت محدد للعمل أو وظيفة بدون مدير، كنت أنا أبحث عنهم، الروتين يساعدني على ترتيب حياتي وخلق الروتين بالنسبة لي ليس بالعمل السهل أو البديهي، فبمجرد أن أترك نفسي بدون خطة أضيع بين مهام صغيرة وأفكار معقدة وخيالات غريبة تصيبني بالتوتر وترفع القلق بشكل سريع.
بالرغم من رغبتي الشديدة بالعودة لعمل روتيني، مازلت أواجه مشاكل نفسية مع الفكرة، وأقاوم كل يوم رغبتي في التوقف، أنا بالضبط أقف في المنتصف بين أريد ولا أريد.

– التزمت خلال السنة الماضية ولأول مرة في حياتي بزيارات منتظمة شبه يومية للنادي، طبعًا تخللها أيام من الكسل استمرت أحيانًا لأسبوع أو أكثر، لكني أعود من جديد في الأسبوع التالي، ولعل هذا التغيير أهم تغيير حصل معي في هذه السنة.
ساعدتني الرياضة على خسارة وزني الزائد، ساعدتني على التحكم بقلقي وقللت بشكل ملحوظ من نوبات الهلع، كما جعلتني أكثر قوة في التحكم بأفكاري غير المنطقية.

– شاهدت مجموعة من المسلسلات الجميلة في الفترة الماضية، أفضلهم بلا منازع the maid مسلسل يحكي حياة شابة تزوجت من رجل طيب لكن مدمن على الكحول، ويروي المسلسل حياتها وصعوباتها بشكل درامي، لكنه فعلا يعيد تعريف أمور أساسية في الحياة مثل العنف والطموح والأمل واليأس والضياع وفقدان الهوية.
مسلسل رهيب، يحكي حكاية كل امرأة منا، يشبه تطلعنا وطموحنا وفشلنا، يشبه أحلامنا الوردية وأيامنا السيئة.

– أحاول تدريب نفسي مؤخرًا علي الاستمتاع بأي وضع أكون موجودة فيه، أحاول التركيز على اللحظة، وهذا والله جهاد للنفس عظيم، اعتاد عقلي على التفكير المستمر بكل تفاصيل الحياة الصغيرة والكبيرة بشكل مستمر، جرني هذا الركض الذهني لمقارنات وتطفل على حياة الآخرين، أرهقني فعلا حتى بدأت أطلب المساعدة بشكل صريح.
وأنا اليوم أقف على عتبة المحاولة، أفشل يوم وأفوز في آخر.

سؤال الأسبوع: أخاف الفشل؟ أم أخاف من العيش فيه؟

 

التعليقات (1)

  • ريماsays:

    14 نوفمبر، 2021 في 3:01 م

    بت أفكر بالسؤال الأخير لساعات. وربما هنا يبدو الخلل، ماهو الفشل؟ هل عدم الوصول فشل؟ هل الحياة غير المرضية فشل؟ هل الجهاد والتعب والقلق فشل؟ كيف يكون الفشل؟ متى نقول أننا فشلنا حتى نقبل أو نخاف العيش فيه، لفترة طويلة كنت أعتقد أن حياتي لاتمثلني لكنها تعجبني بطريقة ما، وكان هذا الاحساس يوصلني لمفترق طرق في كل مرة اتوقف وافكر بذاتي وأني فشلت بالوصول للحياة التي تمثلني حقاً، إلى أن أيقنت أن حياتي الان هي أفضل تمثيل لرغباتي، والعقبات التي مررت بها قامت بإعادة تشكيلي للوصول، فهي لم تكن يوماً فشلاً، فلانجاح ولافشل بالحياة، بل مسار متواصل من الوصول وعدمه، متواتر بتذبذب يذكرنا بضعفنا وقلة حيلتنا كإنسان، يذكرنا بالحاجة لله سبحانه بكل تفصيل من تفاصيل حياتنا.

    والحمد لله على سلامتك ياحبيبة ❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *