مراجعة مسلسل ليه لا؟

للأفلام والمسلسلات والكتب سحر مشترك… تأخذنا بعيدًا، إلى حيوات لم نعشها، وأماكن لم نزرها، وتجارب تمنينا لو كانت لنا. أحيانًا تجد نفسك في شخصية على الشاشة، تعيش الحلم الذي دفنته في قلبك ذات يوم — فتاة تدرس التخصص الذي أحببته، أو شاب يسافر المدن التي رسمتها في خيالك، أو حتى شخص يمارس هوايتك كما لو أنه يعبّر عنك

انتهيت مؤخرًا من مشاهدة مسلسل مصري اسمه “ليه لأ؟”، وبصدق، من أجمل ما شاهدت من الدراما المصرية في السنوات الأخيرة. أنا من أولئك الذين يجدون في المسلسلات طقسًا يوميًا لا يُمل — أشاهد كل الأنواع وكل اللغات، لكن هذا العمل تحديدًا له طابع خاص

المسلسل يتكوّن من 15 حلقة فقط، لكنه يأخذك في رحلة غنية وعميقة. تبدأ القصة بمشهد مفاجئ: عروس تهرب في يوم عقد قرانها، تهرب من الحفل إلى غرفتها، يغمرها تأنيب الضمير بينما تحاصرها نظرات الغضب من والدتها. وفي خضم هذا الانهيار العاطفي، يصلها بريد إلكتروني بمسابقة غريبة: منحة دراسية في إنجلترا + 20 ألف باوند، لكن بشرط واحد وجوهري — أن تغادر منزل عائلتها وتعيش بمفردها لمدة سنة كاملة

وهكذا تبدأ رحلتها في اكتشاف ذاتها وتفضيلاتها 
عليا، فتاة من حي الزمالك الراقي، تنتقل للعيش في شقة بوسط البلد — وسط ضوضاء القاهرة وحيويتها. هناك تبدأ اكتشاف الحياة بعيدًا عن النمط المألوف. تتخلى عن رفاهية الطبقة، وتقرر أن تجرّب كل ما كان ممنوع
⁠تمشي في الشارع فجراً – 
تأكل من عربة بطاطس على الرصيف –
تحتفل برأس السنة وحيدة –
تعمل كنادلة، سائقة، ومتطوعة –
وتشق طريقها كمصورة مستقلة –

المسلسل لا يقدم فقط حكاية فتاة تتمرد على المجتمع، بل يرسم لوحة بصرية ساحرة. الملابس، ديكورات الشقق، زوايا التصوير، إضاءة المشاهد — كل شيء يبدو وكأنه مرسوم بعناية ليعكس التغير الداخلي في بطلة القصة.

إذا كنتم تبحثون عن مسلسل خفيف، بصريًا جميل، وفيه نفحة من التمرد اللطيف… “ليه لأ؟” سيكون خيارًا رائعًا.
VIP تجدونه على شاهد 

وأنا أشاهد عليا، شعرت وكأنها تمشي عني، تحتفل عني، تختبر الحياة التي كنتُ أخافها وأتمناها في الوقت نفسه. ذكّرني المسلسل بأحلامي الأولى، بالأشياء التي تركتها لأجل الآخرين، وبالرغبة الصامتة في أن أعيش يومًا ما “بطريقتي أنا”… بدون خوف، بدون تردد، بدون تبرير.

! 🎬✨مشاهدة ممتعة

you may also like

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *