تجربتي الأولى مع الرواية الهندية للكاتبة شاتيرا بانرجي والمترجمة الرائعة أسماء المطيري.
في قصر من قصور دلهي ولد أبطال الرواية،آنجي وسدهى بنات العائلة ذات الثراء السابق حيث يواجه آمهاتهن مشاكل مالية ويمنعهن اسم العائلة وتاريخها من طلب المساعدة.
تبدأ أحداث الرواية من ولادة الطفلتين حيث يفصل بينهن ٤ أيام فقط ونشأن كآختين مع عدة أمهات وسائق مشهوه الوجه يقوم على جميع احتياجاتهن الى حين بلوغهن المراهقة والزواج،
احدى الفتاتين تحب القراءة والأدب وتعمل مع والدتها في المكتبة التي تملكها العائلة والأخرى ولدت لأم كسولة وسلبية وتعيش الفتاة أحلاما وردية ويشغل خيالها فارس الأحلام .. في الرواية نرى بشكل واضح الصراع بين عادات وتقاليد الجيل القديم وانفتاح الجيل الجديد ورغباته التي يحارب من آجلهم بكل اصرار وعناد، حيث تتكرر الحكايات بسيناريو متطابق تقريبًا مع مانعيشه حاليًا في عالمنا العربي من حيث النظرة للمرأة وتحديد دورها في البيت والعمل واستنكار خروجها عن المألوف، وكأن شباب العالم الشرقي يعيش ثورة واحدة على اختلاف اللغات والأديان والأعراق.
ترجمت الرواية الصراع النفسي الذي نعاني منه عادة عند اكتشاف سر يخص العائلة، حيث تتضارب مشاعرنا وتتخبط بين العاطفة والحزن واليأس والغضب والحقد أحيانًا وفي محاولة لسيطرتنا عليها تنتصر احدى المشاعر التي قد تغير حياة العائلة بالكامل.
تشبهني انجي كثيرًا، بتطلعاتها وأحلامها وقوتها في بعض المواقف، خذلتني في بعض فصول الرواية كما خذلت نفسي في حياتي الحقيقية لكنها تركتني في نهايتها سعيدة وفخورة بها.
الرواية بالاضافة للغة القوية الموزونة، تعطي القارئ نظرة عامة على العادات والتقاليد الهندية المرتبطة بالأسرة وتنشئة الأبناء والزواج والتعليم والعمل، وكطبيعة الأعمال الهندية فالتشويق والمغامرة والأحداث المفاجئة التي نعتقد غالبًا أنها “مبالغة” واحدة من أهم عناصر العمل، حيث يبدأ القارئ من منتصف الرواية لمس غموض في الأحداث التي تتضح أكثر مع مضي الفصول.
رواية ممتعة لم تنل حقها من المراجعات على مواقع القراءة و تستحق تخصيص وقت لها في هذا الفصل الحار مع كأس عصير ليمون منعش
اترك تعليقاً