أهلا بالجميع ..
وصلتني العديد من الاستفسارات عن برنامج الماجستير الذي التحقت به السنة الماضية.
أحاول في هذه التدوينة تغطية الجوانب الأساسية ولمزيد من التفاصيل يمكنكم التواصل مع الجهات المنظمة بشكل مباشر حيث يمكنكم الوصول لهم عن طريق الروابط في التدوينة.
ماهو البرنامج؟ وماهي لغة الدراسة؟ وكم مدته؟
– البرنامج بعنوان الدين والسياسة والمواطنة, يقدم من 4 جهات وهم: جامعة بادوفا “مقر الدراسة” وجامعة بينموثي اورينطالي ومعهد غرناطة للدراسات الاسلامية ومؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.
– الدراسة عن بعد مع حضور جزئي (أسبوعين من مجموع الدراسة) في جامعة بادوفا الايطالية (في ايطاليا) وتحديدًا في مدينة بادوفا, ولا يتم تخريج الطالب في حال عدم حضوره.
– مدة البرنامج سنة دراسية واحدة ويقدم باللغتين العربية والانجليزية.
تكاليف البرنامج:
تكلفة البرناج تقارب 35 ألف ريال سعودي شاملة رسوم الدراسة والسفر والسكن, ولك حرية اختيار السكن المناسب وحجز تذكرتك مع تحمل التكاليف الاضافية وهذا الخيار الذي اخترته لذلك كلفتني الدراسة مبلغ أكبر, تقريبًا 42 ألف ريال سعودي.
هل الشهادة معتمدة؟
بصراحة لا أعرف, لم أسأل عن التفاصيل وأقترح أن تسألوا عنها ان كنتم مهتمين بهذه الشهادة من أجل التطور الوظيفي.
تفاصيل الفيزا واستخراجها:
لعل هذه الخطوة هي أصعب خطوات الانضمام للبرنامج لأنه بداية يطلب منك ترجمة شهاداتك وأوراقك الرسمية للايطالية ثم مصادقتها من وزارة الخارجية ثم التقديم على الفيزا الدراسية عن طريق السفارة نفسها والحصول على أختام معينة, تأخذ العملية مايقارب شهر ونصف الى شهرين لحين الانتهاء بشكل كامل من كل التفاصيل واستلام الفيزا وتكلف مبلغ مالي مايقارب 2500 ريال.
طريقة الدراسة:
الدراسة بشكل أساسي عن بعد من خلال موقع جامعة بادوفا, يقوم المشرف على البرنامج بارسال ايميل أسبوعي فيه عناوين المحاضرات للأسبوع القادم وتفاصيل البث المباشر حيث يمكنك حضور البث المباشر أو حضور المحاضرات في وقت لاحق.
يتطلب البرنامج حضور أسبوعين في جامعة بادوفا وهما الأسبوع الأول من البرنامج والأسبوع الأخير وفي كلا الأسبوعين هناك محاضرات من الساعة 8 صباحًا وحتى 5 مساءً.
أيضًا هناك واجبات بشكل مستمر ويمكنني القول أنها واجبات من النوع الثقيل جدًا حيث تطلب تلخيص كتب ومقالات على الأغلب.
فيما يخص الرسالة يحدد الدكتور المشرف على البحث من الأسبوع الأول ثم تبدأ المراسلات فيما يخص العنوان واللغة والمراجع وجميع التفاصيل وفي منتصف السنة الدراسية يطلب منك تقديم ملخص كامل عن سير العمل ويتم التقييم بشكل مستمر.
رأيي في البرنامج:
بداية وصلت للبرنامج عن طريق اعلان قرأته قبل سنتين تقريبًا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي كنت حينها أبحث عن أمر جديد أفعله, شدني عنوان البرنامج وبعد معرفة التفاصيل تحمست للتقديم.
اتضح لي من أسماء أعضاء هيئة التدريس – وهي أكثر ماشدني بالمناسبة – أنه برنامج فكري فلسفي بامتياز, يهدف لخلق باحثين عرب بمهارات عالية ولأني لم أخض تجربة بحثية “حقيقية” في مرحلتي البكالريوس والماجستير شعرت أنها الفرصة المناسبة خاصة أن مدة البرنامج سنة دراسية واحدة, لم يخطر لي حينها الضغط الدراسي بجانب العمل أو بشكل آخر كان لي خطط مهنية أخرى, لكن مضيت في الخطة ويمكنني القول الآن أنها من أفضل تجارب حياتي حتى الآن.
استنزفني السفر ماديًا بشكل كبير لكن متعة الجلوس في جامعة عريقة ومناقشة مفكرين وأستاذة درسوا في أفضل جامعات العالم كانت تطغى على كل شئ, مستواي الدراسي لم يكن الأفضل بل يمكنني تصنيف نفسي على أني أقل الطلاب اطلاعًا ومعرفة في المجال, لكني والحمدلله خضت تجربة لا أعتقد أنها ستتكرر على الأقل في السنوات القريبة.
اخترت البحث في موضوع له علاقة بالمجالين الاجتماعي والتسويقي في نفس الوقت, تحديدًا اخترت العمل على موضوع بعنوان “ظاهرة البحث عن الشهرة عند المراهقين السعوديين, توظيف البث المباشر على انستجرام أنموذجًا”, لم تكن السنة الدراسية سهلة ومرنة, بل واجهت العديد من الضغوطات وحاولت التوقف والانسحاب أكثر من مرة لكني أكملت البرنامج والحمدلله تطورت على عدة جوانب, مثلًا مهاراتي البحثية تطورت بشكل كبيرة, قرأت عشرات الكتب, وتواصلت مع العديد من المفكرين والمهتمين في المجال الاجتماعي بجانب السفر وزيارة العديد من المدن بالتأكيد, لكن ما أتحدث عنه هنا تحديدًا هو التطور الأكاديمي.
هل أنصح بالالتحاق في البرنامج؟
لا أعرف, لكن لو عاد بي الوقت لاخترت الانضمام بلا تردد, لم يشبع البرنامج شغفي المعرفي وأعتقد هذا الأمر مرتبط بي شخصيًا وبظروفي خلال سنة الدراسية وليس تقصيرًا من المنضمين أو الجامعة لأنهم اجتهدوا في الدروس والمحاضرات, أيضًا عناوين الدروس كانت مختلفة ومتشعبة وبعضها لم يناسبني وهذا طبيعي في أي برنامج, ربما النصيحة الوحيدة التي يمكنني تقديمها هنا هو نصحكم بقراءة عناوين المواد بشكل دقيق والسؤال عن كل مايشكل عليكم, لأن المواد المطروحة ليست سهلة على القارئ العادي بل تحتاج أشخاص متعمقين بالفكر والفسلفة.
اترك تعليقاً